عقد التحالف الدولي للنساء النازحات والمهجرات واللاجئات و في اطار التنسيق المشترك بين مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في اليمن يوم الاحد الموافق 25 يونيو 2023م جلسة نقاشية عبر تطبيق الزووم حول وضع النازحات في اليمن خلال فترة الحرب (الواقع والمأمول).
واشارت منسقة وميسرة الجلسة النقاشية المحامية لبنى القدسي الامين العام المساعد لمركز حماية لحقوق الانسان وعضو الهيئة العليا للتحالف الى ان عقد هذه الحلقة النقاشية كانت بهدف معرفة الوضع العام للنازحات في اليمن ،ومعرفة ماذا يقدم العمل المجتمعي من دعم ومساندة لتلبية احتياجاتهن ،اضافة الى التعرف الى ابرز المشاكل التي واجهتهن اكان مع المجتمع المضيف او في مخيمات النزوح ،ايضا معرفة
كيف تعاملت المنظمات والمبادرات مع هذه الاشكاليات ،و كيف يتم التعامل مع العائدات وهل هناك خطط ومشاريع لمساعدتهن في العودة .
واكدت ان الجميل في الحلقة النقاشية ان الحديث كان من اصحاب الاختصاص انفسهم والعاملين في الميدان .
ونوهت الى ان التحالف الدولي للنساء النازحات والمهجرات واللاجئات هو مبادرة تبنت فكرتها منظمة النور لتنمية وتمكين المرأة النازحة والمهجرة في طرابلس- ليبيا ، وبعد لقاءات لنساء من دول ليبيا واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان , و تبادل الخبرات والمعلومات والنقاشات المستفيضة تم التوافق على انشاء هذا التحالف كاطار عام يتم العمل من خلاله على قضية النساء النازحات والمهجرات واللاجئات كقضية رئيسية والعمل على كل ما من شأنها بناء السلام في اوطاننا والاسهام بعودة الحياة الطبيعية بشكل عام .
وفي الجلسة النقاشية اكدت المنسق العام للتحالف د. ســـرتية صــالح حسين مفتاح المدير التنفيذي لمنظمة النور لتنمية وتمكين المرأة في ليبيا في كلمتها بأسم التحالف الدولي للنساء النازحات والمهجرات واللاجئات على اهمية عقد مثل هذه اللقاءات لتبادل الخبرات والتجارب والخروج بما من شأنه تخفيف معاناة المرأة النازحة واللاجئة والمشردة .
واكدت على ان النزوح من اصعب التجارب التي مرت بها المرأة والاسر العربية وتم تغيير الأدوار، وحصلت ازدواجيه في المعاناة ، وأصبحت المسئولة الأولى للأسرة وخاصة المرأة التي فقدت الاب او الأخ او الزوج فأصبحت المعيل الأول ،وان ما يمارس عليها من عنف بسبب النزوح يعتبر عنف مضاعف .
واشارت الى اهمية التنسيق وتوحيد الجهود في اطار هذا التحالف ليكون له صوت قوي من اجل الاسهام في التخفيف من معاناة المرأة النازحة واللاجئة. ونوهت الى ان المرأة اليمنية والليبية تتشابه في جميع العناصر المشتركة في النزوح والعقبات و الجميع يحلم بدولة امنة ومستقرة .وانه لابد من رفع وعي المرأة لتكون شريكة حقيقية في صنع القرار ولابد ما يكن هناك اصوات تفرض على الدول خاصة العربية مع ضحايا الحروب والصراعات من النساء من اجل القبول والتعامل الإنساني وإعطاء امتيازات لهن.
من جهته تحدث د. خالد ناصر الشجني مساعد مدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب عن أدوار المرأة بعد النزوح والواقع الذي فرض عليها .
.وان التدخلات التي تقوم بها المنظمات لا تغطي الاحتياجات الفعلية كالجانب الصحي وغيره وتعتبر تدخلات هشة ومبالغ كبيرة جدا لكنها في الواقع لا ترتقي لتغطية فجوات الاحتياجات الأساسية والارتقاء بالمرأة في التمكين لتكون صاحبة مشروع خاص بها .
واشار الى ان الوحدة التنفيذية في مأرب تسعى الى الاهتمام بالمرأة النازحة خاصة وان عدد من النازحات صرن بلا عائل وهن المعيلات لاسرهن وعملت الوحدة التنفيذية على تشكيل لجان مجتمعية على مستوى المخيمات والحارات تديرها النساء النازحات ولهن صوت في اختيار المشاريع التي تنفذ وفي تغطية الاحتياجات .
و نوه الشجني الى انه احيانا تشتغل المنظمات على الدعم النفسي وهذا قد لا يكن له مردود اذا لم تكن النازحة مستقرة ،فمن الاهمية في البداية توفير الاحتياجات الاساسية لها ولأسرتها من ماء ومأوى وغذاء لان هذا يساعد في الدعم النفسي والتخفيف من معاناتها والضغوطات التي عليها،
وشدد على اهمية ان يكن هناك دراسة دولية لاحتياجات النساء في كل مكان من اماكن النزوح ،
مع النظر الى البيئة المحيطة لذا يحتاج تقيم دقيق وان تشرك المرأة في تحديد احتياجاتها وفق طبيعة النساء وثقافتها وعاداتها .
ولابد ما توفر للنساء مجال لإدارة المساحات الامنة وبرامج الحماية او الجانب الصحي وتشرف على الانشطة وتعمل تقيم لذلك وهذا ما يتم العمل فيه في مأرب من تمكين المرأة وتأهيلها.
واشار الى ان هناك اشكاليات عديدة امام النازحات منها الاستغلال للمرأة من قبل بعض المنظمات والسعي الى خلق صدام بينها وبين من حولها خاصة عندما تنفذ مواضيع بعيدة عن العادات والتقاليد ، لذا لابد التقييم هل هذا التوعية في هذا المجال هذا المجتمع يتقبله ام لا لان البعض ينظر الى ان هذه المواضيع تمس حياء وكرامة المرأة. وهذا قد يؤثر على عمل المنظمات في هذه المجتمعات.
لذا لابد من مشاريع تحفظ للمرأة كرامتها وفق المعايير الانسانية وتحفظ لها احتياجاتها وتدريبها وتمكينها ومساعدتها في واعطائها مشروع يساعدها في ادرار الدخل عليها ويساعدها في تحمل مسؤولياتها وتخرج للمجتمع ويعرف المجتمع دورها وعملها ، وان يتم تأهيلها في مشاريع جديدة يحتاجها المجتمع وتستطيع ان تحصل على مردود منها .
من جهتها وردة السيد رئيس مؤسسة يدا بيد للتنمية في عدن تحدثت عن عمل المؤسسة في
محافظات عدن ، لحج , ابين , الضالع , تعز حيث عملت في مشاريع التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب
وفي مجال الاحتياجات الطارئة والعمل على المسح الميداني والحصر والرصد والرفع للجهات الداعمة .وكانت اهم المشاريع التي نفذت لدعم النازحات توزيع مواد الايواء من المفوضية السامية ومنظمة الهجرة الدولية , الامن الغذائي , برامج التعليم بجهود ذاتية للأطفال وكبار السن , برامج التمكين الاقتصادي كالخياطة , برنامج بوابة الامل بالعمل وكان له اثر كبير بالميدان كرجوع الفتيات للتعليم .
كما اشارت الى بعض الصعوبات التي واجهة العاملين في المنظمات منها الوصول للداعمين , ضعف الدعم , عدم توافق الدعم مع الاحتياجات الفعلية الواقعية , عند رفع الكشوفات لايتم استيعابها كاملة من الداعمين مما يؤدي الى استياء الاسر النازحة ، ايضا ان النازحين اصبحوا معتمدين على المساعدات من المنظمات وهناك اتكالية من قبلهم وعدم البحث على مصادر دخل اخرى.
واشارت الى قضايا تتعلق بالنازحات مثل التعرض للتحرش والاستغلال وتطرقت الى قصة استغلال احد ملاك المنازل لاحد الاسر عندما طلب الزواج من احد بناتهم القاصرات 13 عاما رغم فارق السن الكبير بينهم وذلك لعجز الاسرة عن دفع الايجارات المتراكمة وعدم مقدرتهم على الدفع .
بينما تحدث موسى الخليدي من الوحدة التنفيذية في تعز على دور الوحدة في التنسيق بين المنظمات المحلية والدولية واشار الى بعض اسباب العنف ضد المرأة النازحة اهمها العادات والتقاليد والتهميش والنظر بدونية، اضافة الى تدهور الحالة الاقتصادية للأسر وتدني مستوى المعيشة وكثيرا ما تضطر بعض الاسر الى تزويج بناتها سن مبكرة ،كما تتعرض النساء النازحات في تعز الى عنف عند نزوحهن من منطقة لاخرى ويتعرضن لصدمات نفسية نتيجة البيئة التي ينتقلن لها وعدم تقبلهن.
بدوره د. إبراهيم المسلمي المدير التنفيذي لمؤسسة تمدين شباب في تعز تحدث حول الخدمات والمشاريع التي اشتغلت عليه المؤسسة لمساعدة النازحات مثل مشاريع الاستجابة الإنسانية الطارئة خلال 72 ساعة , الايواء ،وان العمل وفق تحقق معايير ومنها النزوح ، واكد على ان المشاريع لديهم تحولت خلال العام 2022 من مشاريع مساعدات إنسانية الى مشاريع تنموية، مثل مشروع النقد مقابل العمل حيث تم تشغيل 1200 اسرة منهم 50 % من النساء النازحات في ابين وتعز ومشروع تم تنفيذه مع منظمة كير بحصول النساء على 40 منحة منها تدريب وتأهيل النازحات ، كما استهدفت المؤسسة 320 اسرة نازحة ومهمشة .
من جانبه تحدث عبدالكريم عبد الرحمن الذرة مدير العلاقات العامة في ائتلاف صنعاء للإغاثة في مأرب حول ما قام به الائتلاف من دعم للنساء النازحات حيث تم انشاء مخيم الخانق عام 2017 لعدد 6000 اسرة نازحة, انشاء مخيم الميل 2018 لعدد 2000 امرأة نازحة .
وتم تنفيذ مشاريع الدعم النفسي , النزول الميداني , محو الامية ( الميل والخانق ) , مواد إيواء مدينة عطاء توزيع ل 100 اسرة , تدريب 500 امرأة في مهارات الخياطة وغيرها , توزيع 30 مكينة خياطة , إيجاد 6 مدارس ل 6000 طالبة , تنفيذ عدد 150 حمام للمخيمات , وتنفيذ مشاريع الحماية التي عملت على تأسيس قطاع المرأة والطفل , اضافة الى توفير 6 وايتات ماء تجوب المخيمات، وحفر ابار وبناء خزانات .
وتحدث عن اهم المشاكل التي تم رصدها وتواجه النازحات وهي عدم وجود حمامات خاصة بالنساء حيث تضطر النساء للذهاب للحمامات في الليل فقط , الخوف المستمر لدى النساء من القذائف والصواريخ التي تصل للمخيمات , فقدان المعيل الأول للأسرة وتحمل النساء المسؤولية , عدم وجود مأوى أمن حيث توجد خيم مهتريه مع الرياح والامطار , وتفتقد النساء الحوامل للتغذية المناسبة ومثلهن الاطفال ،واشار الى وفاة بعض النازحين بسبب سيول الامطار مثل وفاة طفل عمره شهرين جرفته السيول وفقدان الام لعقلها بعد وفاته.
وتطرق الى اهم الاحتياجات التي يجب ان توفر للنازحات اهمها إيجاد مأوى امن ، وايجاد مشاريع تنموية مستدامة ، وتوفير الخدمات التعليمية والصحية للنازحات واطفالهن ايضا توفير غذاء للنساء الحوامل والأطفال وتوفير حقيبة الكرامة للمرأة النازحة .
من جهته عماد السقاف رئيس مركز يمن ميديا جايد للتنمية اكد على ان النساء النازحات يتعرضن لعدد من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب النزاعات بين النازحين والمجتمع المضيف في مختلف مواقع النزوح نتيجة لحدة التنافس حول الموارد ويتعرضن للتحرش والاعتداءات المتكررة أثناء جلب المياه والاحتطاب ، اضافة الى ان المخيمات تفتقر الى الحمامات ودورات المياه الكافية وفي ضل غياب برامج التمكين وتوفير سبل العيش المستدام وضعف برامج الحماية تلجأ إلى القبول والتكيف على الخيارات السلبية كالتسول والعمل بأجور زهيده في بيئة خطرة.
وتحدثت بدورها سعادة العريقي رئيس منتدى الشباب والسياسات في تعز على عمل مؤسسة القافلة في دعم النازحات حيث بدأت العمل كمبادرة منذ 2015 م تم توزيع سلال غذائية , مواد ايوائيه , معالجة الجرحى والجريحات وتوزيع ادوية للمرضى بالأمراض المزمنة , توفير المياة والرعاية الصحية , تمكين اقتصادي للنساء النازحات , اعداد المشاريع واعداد دراسة الجدوى والعمل تحت تجربة عند عاملات بدرجات ثم اعطائهن منحة.
واشارت الى ان اكبر صعوبة تواجهها المنظمات هو المجتمع المضيف ورفضه التعاون بل والتضييق على النازحين بسبب عدم وجود مناطق رسمية واستحواذ النازحين على اراضيهم، اضافة ان المساعدات توصل للنازحين والمجتمع المضيف لا يوجد التفات له والاغلبيه فئة فقيرة ، وايضا هناك الكثير مسجل بالكشوفات رغم ان اغلبهم ليسوا بنازحين والدعم لا يكفي.
وعن المعوقات التي واجهتها النازحات بعد المسافة يؤدي الى وفاة النساء الحوامل , تغير ظروف الحياة ( الجبلية وجلب المياة ) تسرب الكثير من الفتيات من التعليم والتوجه نحو الزواج المبكر ارتفاع عدد الارامل
واكدت على ايجاد مشاريع لتمكين المرأة النازحة بالقرى الرعي والزراعة والنازحات بالمدينة حاضنة اعمال وأسواق لبيع منتجاتهن .
ومن جهته اكد المحامي ذي يزن السوائي رئيس مؤسسة مسار للتنمية وحقوق الانسان على اهمية تسليط الضوء على اوضاع النازحات وتنفيذ مشاريع واقعية تلامس احتياجاتهن الاساسية وان يكن هناك مشاريع تمكين مستدامة ،وان توحد الجهود لمناهضة العنف الممارس ضدهن .. وان يتم الرفع بالاحتياجات الاساسية للداعمين ويتم الضغط عليهم بتوجيه مشاريعهم حول تحقيق تلك الاحتياجات .
وتحدثت نسيبة الغساني الامين العام لجمعية يمانيات التنموية عن المساحات الامنة بمحافظة مأرب التي تستقبل 1000 امرأة وتطرقت لبعض الصعوبات التي منها حرمان الفتيات من مواصلة تعليمهن وذلك لعدم وجود مدارس تغطي الاعداد المتواجدة
وللإسهام في ايجاد حل لهذه الاشكالية عملت الجمعية على بناء مدرسة بالجفينة ( كرفانات ) للتعليم , وتم دعم عدد 5 مدارس خلال عام 2022 _ 2023 في مخيم الجفينة والسويدا بنفقات تشغيلية ومرتبات للمعلمين الذين اغلبهم من النازحين , تدريب الكادر التعليمي لمدة 3 شهور , كما تم تدريب 77 مرشدة للتوعية بداخل مخيمات النزوح وخارجها , وتقديم المساعدات النقدية للنساء فاقدات معيلهن والاشد ضعفا , تعليم محو الامية .وشددت على اهمية النظر في الاحتياجات الفعلية ومنها انشاء مراكز للدعم النفسي للنساء النازحات بسبب الصدمات التي تمر بها المرأة والطفل بسبب الصواريخ والقذائف وتبعات النزوح المختلفة .
بدورها تيسير عقلان مسؤولة قسم التقييم والتطوير في المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع تحدثت عن وضع المخيمات واهمية وضع دراسة لكيفية تحويلها الى تجمعات سكانية ثابتة ويعتبر مربع سكني يضم الى المديرية المتواجد فيها ,اضافة الى اهمية تحويل المشاريع الاغاثية الى مشاريع تنموية
ورأت انه من الاهمية البدء بعمل مكان ( مساحة ) منزوع السلاح وتوجيه كل الجهود المحلية والدولية ومخاطبة اطراف الصراع الى القيام بهذا العمل وتأمين مكان للنازحين لان الكثير مساكنهم في هذه الاماكن..
بينما امل دحوان رئيس جمعية اكليلة مأرب تحدثت على المجتمع الدولي الذي لم يسهم بالشكل الكافي لرفع معاناة النازحات
اضافة الى ضعف الخدمات الأساسية المقدمة بالمخيمات التي بدورها تؤدي الى مشاكل وتحديات امام النازحين والنازحات بشكل خاص.
فاطمة العتر عضو الهيئة العليا للتحالف الدولي للنساء النازحات والمهجرات واللاجئات ممثلة عن نساء سوريا تحدثت عن معاناتها في النزوح مثلها مثل النازحات في اليمن والسودان ووجهت نداء بأسم التحالف لمساندة النازحات في السودان وان يشارك الجميع في نشر هاشتاج
( انقذوا نساء السودان ) لتسليط الضوء على ما تعانيه النازحات السودانيات من معاناة وتهجير واغتصاب.
وفي ختام الحلقة النقاشية تم اعلان التضامن بأسم النساء في اليمن مع نساء السودان والدعوة الى مساندة ومساعدة النساء النازحات هناك .